شرح قطر النَّدَى وبلِّ الصَّدَى لابن هشام، كتاب ذاع صيتُه بين أهل العلم وطلابه في أصقاع بلاد الإسلام، فهو كتابٌ مُهِمٌّ في علمِ النحو وشَرْحِ أساسياتِه ومبادئِه، وقد لقي هذا الكتابُ عِنايةً فائقةً من قِبَلِ العلماء؛ لأنَّه من أهمِّ المختصرات النحويَّة التي جَمَعَتْ غالب أبواب النحو؛ لذلك كَثُرَتْ عليه الشروح والحواشي والتقريرات التي حوت فوائدَ جمَّةً.
طُبِعَ الكتب طَبعاتٍ كثيرةً وعلى رأسها واحدةٌ بتحقيق العلَّامةِ الشيخِ محمد محيِي الدِّين عبدِ الحميد.
أشارَ ابنُ هشامٍ إلى عَمَلِهِ في شرحِهِ على القَطْرِ في المقدِّمة فقال: (فهذه نُكَتٌ حرَّرتُها على مقدِّمتي المسمَّاةِ بقطر الندى وبَلِّ الصَّدَى، رافعةً لحجابها، كاشفةً لنقابها، مُكَمِّلةً لشواهدها، متمِّمةً لفوائدها، كافيةً لمن اقتصر عليها، وافيةً ببُغْيَةِ من جَنَحَ من طلاب علم العربيَّة إليها).
ومما أعطى هذا الكتاب تلك المكانة أن قطر الندى وشرحه كلاهما لابن هشام، وقد اتَّفق أهل الاختصاص أن خير من يشرح الكتاب مؤلفُه؛ لأنه أدرى بمراداته ومراميه، بالإضافة إلى أنه جمع فيه صفوة أهم المسائل النحوية التي اشتملت عليها المطولات مما لا يسْتَغْني عنها طالب علم مُصاغةً بعبارة موجزةٍ محكَمَةٍ واضحة ومبسَّطة تصل بالدارس إلى المطلوب من أخصر طريق.
وكانت طبعتنا هذه متممة لجهد المؤلف بضبطها وترتيبها وعنونتها وتشجيرها بطريقة
كتب ذات صلة